كمبا با.. المستشارة التي ترافق رؤساء موريتانيا منذ الطايع حتى الغزواني

نشرت صحيفة Financial Afrik تقريرا مطولا عن المسؤولة الموريتانية كمبا با، وصفتها فيه بـ”المستشارة المؤثرة” للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، مشيرة إلى أنها تجمع بين التكوين العلمي في مجال الطب والخبرة الطويلة في الشأنين السياسي والدبلوماسي.

وأوضح التقرير أن كمبا با، المنحدرة من قرية سيفيه بولاية كوركول، درست في أبيدجان ثم نالت عام 1998 شهادة دكتوراه في جراحة الأسنان من نواكشوط، قبل أن تنخرط في العمل الصحي والاجتماعي، عبر حملات التوعية ومكافحة السيدا. غير أن مسارها المهني تحول سريعا نحو السياسة، حيث التحقت عام 2005 بالقصر الرئاسي كمستشارة، لتبدأ منذ ذلك التاريخ مسيرة وُصفت بالصعود المتواصل.

وخلال حملة 2007 الرئاسية، تنقلت بين عدة عواصم إفريقية دعما للمترشح سيدي ولد الشيخ عبد الله، وهو ما شكل أول تجربة عملية لها في الدبلوماسية الميدانية. كما برزت لاحقا في مفاوضات داكار عام 2008 التي أعقبت الأزمة السياسية في البلاد، حيث عُرفت بأسلوبها المباشر في الطرح، وهو ما أكسبها حضورا خاصا وسط نخبة يغلب عليها التحفظ.

وبين 2009 و2018، تولت كمبا با حقائب وزارية متعددة، بينها الوظيفة العمومية، الشباب والرياضة، والشؤون الإفريقية، كما انتخبت نائبة لرئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم حينها. واعتبر التقرير أن هذه التجارب عززت موقعها كشخصية قادرة على التفاوض والتحرك في فضاءات سياسية معقدة.

وفي عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، عُينت عام 2019 وزيرة مستشارة في الرئاسة، وبقيت في هذا المنصب حتى 2024، حين تم تكليفها كمبعوثة خاصة لدى المنظمة الدولية للفرانكوفونية، حيث نقلت رسائل شخصية من الرئيس إلى نظرائه، بينهم الحسن واتارا، دينس ساسو نغيسو، وفليكس تشيسيكيدي. وقد التقت الأخير في مايو 2024، وناقشت معه ملفات ثنائية وإقليمية، منها ترشيح موريتانيا لإدارة مركز CAFRAD والأوضاع الأمنية في شرق الكونغو.

وخَلُص التقرير إلى أن كمبا با، تواصل لعب دور هادئ لكنه فعّال في قلب السلطة بنواكشوط، وأن نفوذها يستمد قوته من ثقة متواصلة أولتها لها أجيال متعاقبة من الرؤساء، بدءا من معاوية ولد الطايع وصولا إلى محمد ولد الشيخ الغزواني.