انتقد الخبير في الشؤون الإفريقية إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا واقع السياحة في موريتانيا، معتبرا أن الإرادة السياسية المعلنة لتعزيز السياحة في الداخل “كشفت عن نقص حاد في الإرادات الأخرى”، خاصة في غياب بنية تحتية ملائمة وخدمات أساسية مرتبطة بالفندقة والنقل والأمن والإطعام.
وقال في تدوينة نشرها على صفحته إن ما يجري حاليا هو “سياحة بدون منشآت سياحية أصلا”، مشيرا إلى أن القطاع العام لا يهتم بتوفير الأسس الضرورية، فيما لا يرغب القطاع الخاص في الاستثمار خارج نواكشوط وانواذيبو وآدرار. وأضاف أن الحظائر الوطنية مثل آرگين وآوليگات وادياولينغ تفتقر إلى إعلام ناجع وبنية تحتية وخدمات بأسعار مناسبة.
وأكد ولد الشيخ سيديا أن موريتانيا تملك مقومات سياحية وثقافية هائلة، من مناظر طبيعية ومواقع أثرية وصناعات تقليدية وتراث محظري وفني، لكنها “مهملة وغير معتنى بها”، داعيا إلى استثمار حكومي مباشر وتأميم شامل للقطاع السياحي “من ألفه إلى يائه”، بدل الاكتفاء بالمشاركة في المعارض الدولية وتنظيم مهرجانات متقطعة.
كما حذر من اندثار الخصوصيات الثقافية أمام رياح العولمة، حيث أصبحت الصناعات التقليدية المحلية مهددة بالزوال، فيما يهاجر الفنانون والصناع نحو مجالات أخرى. وأكد أن السياحة الحقيقية تقوم على “التكوين والتسويق والتثمين والتشغيل” وليس فقط على “جولات مصورة ومكلفة”.
وختم بالقول إن على الحكومة أن تعيد النظر جذريا في هذا الملف، إما بتأميمه والاستثمار فيه، أو بتركه كليا، معتبرا أن تثمين التراث المحلي وتقديم صورة موريتانيا الحضارية للعالم هو السبيل الأمثل لنهضة السياحة الوطنية.